جامعة جازان - عمادة خدمة المجتمع

جامعة جازان - عمادة خدمة المجتمع

السبت، 24 ديسمبر 2011

التكنولوجيا والتعليم المفتوح
إن تاريخ التعليم المفتوح يعود إلى أوائل القرن الثامن عشر عندما كان يمارس على شكل التعليم بالمراسلة، ولكن التعليم المفتوح  المبني على التكنولوجيا تزامن مع إدخال الأدوات السمعية والبصرية إلى  المدارس في أوائل القرن العشرين. وقد ظهر أول كاتالوج للأفلام التعليمية في عام 1910 (ريزر 1987).
وبالنسبة لمايكل جفريز، المدير المساعد لخدمات التعليم، فإن التتبع التاريخي للتعليم المفتوح  يظهر تدفقا من الأفكار الجديدة والتكنولوجية في مواجهة موقف متعنت مناهض للتقدم، وغالبا ما كان يظهر التكنولوجيا على أنها لم تقدم الكثير. ويظهر التاريخ أن التعليم غير التقليدي كان يحاول التصدي للأفكار التقليدية في التعليم، وفي الوقت ذاته كان عليه مواكبة التطور المستمر في نظريات التعليم وتقنياته التكنولوجية المتطورة.
إن العلاقة بين  التعليم المفتوح وتكنولوجيا التعليم هي علاقة وطيدة ،ولكن تكمن الصعوبة في تحديد الدور الذي يقوم به مصممو ومطورو التعليم . ويمكن تعريف دور الشخص الذي يتولى تكنولوجيا التعليم ليس حسب الموضوع، ولكن حسب فلسفة المؤسسة التعليمية وحجم أهدافها التعليمية. ويقترح واجنر (1990) الأخذ بعين الاعتبار قضية ما إذا كان التعليم المفتوح قادراً على تعزيز التكنولوجيا، أو أنه ينبغي أن يعزز التعليم بحد ذاته. كما يقترح اعتبار أن التكنولوجيا التعليمية تعمل كمذهب كلي يعتبر الكيفية والناتج أجزاء من النظام.
ويربط معظم العاملين في التكنولوجيا التعليمية بين التعليم المفتوح وتكنولوجيا التعليم (جاريسون1987). ويدعي كلارك(1971) أن أثر التكنولوجيا الحديثة على التعليم جعلت الكثيرين يقترحون تغيير طريقة تقويم التكنولوجيا الحديثة النسبة للتعليم المفتوح.
 وأوضح سلومون(1981) وكلارك(1991) أن استراتيجيات التدريس والتكنولوجيا هي  أساس التعليم الفعال، فالتكنولوجيا والإنتاج أو عملية تطوير التدريس هي القوة المحركة لبرامج التعليم المفتوح. إن الرغبة باستخدام تكنولوجيا التدريس لتحقيق أهداف التعليم قد نمت لدرجة أن الهدف الأهم بالنسبة للمسؤولين عن تكنولوجيا التعليم أصبح تدريب المعلمين على استخدام التكنولوجيا (هينيك1982).
ويعتقد أن التطورات الحديثة في التكنولوجيا قد عمدت إلى إزاحة بعض السلبيات المرتبطة بالوسائط في التعليم المفتوح. ويرى بيتس(1984) أن الوعود التكنولوجية الحديثة تعد بتنوع كبير في أساليب التدريس وبنوعية تعليم أفضل، ولديها القدرة على إزالة الحدود بين أنواع الإعلام المختلفة كما يتوقع بالتنر(1985).
ومما لا شك فيه أن التعليم المفتوح يختلف عن غيره من أنواع التعليم الأخرى. وفي هذا السياق قام جهلوف وشاتز وفراي(1991)  بإجراء دراسة حول تجارب المعلمين في غرف الصف التقليدية موازنة ببرامج التلفاز التفاعلي حيث وجد أن المعلمين يرغبون في التمسك بالطرق التقليدية، ولكنهم لا يجدونها بالفعالية نفسها، ووجد أن المعلمين يشعرون بالحاجة ليكونوا أكثر تنظيما كما يشعرون بحاجتهم للتدرب على أساليب التعليم المفتوح.

التكنولوجيا المستخدمة في التعليم المفتوح
  هناك نوعان رئيسان من طرق الاتصال المستخدمة في ايصال التعليم: التزامني وغير التزامني. ويكمن الفرق الرئيس بين الإثنين في ما إذا كان الطالب والمعلم متواجدين معاً في اللحظة  نفسها أم لا. وتكون برامج التعليم المفتوح المبنية على أساس اللاتزامن عادة على هيئة مواد تعليمية مسجلة. ويكون المشتركون في هذه البرامج منفصلين في الوقت والمسافة عن مكان التعليم.وبذلك تعد أنظمة الاتصالات مثل قنوات التلفاز والمواد المسجلة كمواد الفيديو والمواد السمعية وبرامج الحاسوب من ضمن التقنيات التي تستخدم مبدأ الاتصال اللاتزامني.
  وقد ورد في البحث القومي للتعليم المفتوح الذي أجري عام(1992) أن البث التلفازي هو الأكثر استعمالا في التعليم المفتوح لمراحل ما بعد التعليم الثانوي حيث كانت نسبة كليات المجتمع التي اعتمدت على بث التلفاز العام 63% ومانسبته 49% من الكليات استخدمت القنوات التعليمية بينما استخدمت 4% من الكليات أشرطة الفيديو(بري 1991). ومن الأمثلة الأخرى على أدوات التكنولوجيا المستخدمة في التعليم المفتوح آلات الناسوخ ( الفاكس) والبريد الصوتي وشبكات الحاسوب واللوحات المعلقة والبريد الإلكتروني.
  ومن ناحية أخرى تستخدم طرق التعليم المبني على أساس التزامن أدوات أخرى مثل خدمات التلفاز التربوي الثابتة. وتوفر هذه الأنظمة ربط غرف الصف المتواجدة في منطقة معينة. ويعد هذا النظام تفاعليا لأنه بإمكان المدرس رؤية الطلاب والاستماع إليهم في جميع المواقع، وكذلك يمكن للطلاب رؤية وسماع بعضهم بعضاً، وكذلك رؤية المعلم والاستماع إليه. ومن الأمثلة الأخرى على الاتصال المتزامن الاجتماعات المربوطة عن طريق السمع واتصالات الحاسوب.
 وبتوسع دائرة التعليم المفتوح بدأت المؤسسات باستخدام مواد تكنولوجية متنوعة مسجلة ومباشرة ابتداء من استخدام بث المذياع والتلفاز التفاعلي وانتهاء بالاجتماعات عبر الفيديو وأقراص الفيديو والتبادل عبر الفاكس والاجتماعات عبر الأجهزة السمعية والبريد الالكتروني.
إن وصول التعليم لهؤلاء الطلاب الذين لا يحضرون إلى الحصص في الجامعة يمكن أن يكون سؤالا حول كيفية وصولهم إلى التكنولوجيا، وبمعنى آخر كلما كانت التكنولوجيا عالية كلما قل عدد الطلاب الذين يمكنهم الوصول إلى مصادر هذه التكنولوجيا (لينك واخرين 1992). ويؤدي الوضع الاقتصادي المتدني، وعدم الخبرة في التعامل مع التكنولوجيا الحديثة دوراً في الحد من قدرة هؤلاء الطلاب على الاستفادة الفعالة من دور التكنولوجيا في التعليم المفتوح. ولا بد من مراعاة ذلك في تقويم دور التكنولوجيا في التعليم المفتوح.
ويتوافر كثير من الخيارات التكنولوجية المتاحة للمعلمين المفتوح، وتقسم هذه الخيارات الى أربع فئات:
المواد السمعية : وتشمل الأدوات التكنولوجيا التفاعلية لجهاز الهاتف ، والاجتماعات المسموعة،وموجات الراديو القصيرة، والأدوات السمعية التي تبث من طرف واحد مثل المذياع  والأشرطة المسجلة.
 الفيديو: تشمل مواد الفيديو التعليمية الصور الثابتة والشرائح والصور المتحركة المعدة مسبقا (مثل الأفلام و أشرطة الفيديو) والصور المتحركة الحية مثل الاجتماعات المرئية،والتي تشمل الصوت والصورة.
البيانات:(Data)  تقوم أجهزة الحاسوب بإرسال الرسائل واستقبالها الكترونياً، ولهذا السبب يستخدم مصطلح " معلومات" لتعريف هذا النوع الواسع من الأدوات العلمية. وتتنوع تطبيقات الحاسوب المستخدمة في التعليم المفتوح حيث تشمل:
  • التعليم بمساعدة الحاسوب:(Computer Assisted Instruction CAI) حيث يحتوي الحاسوب على برامج من شأنها تقديم الدروس الجاهزة للطلاب.
·        التعليم المضبوط عن طريق الحاسوب: (Computer Managed Instruction CMI) حيث يستخدم الحاسوب في تنظيم عملية التدريس، وحفظ ملفات الطلاب وعلاماتهم وتقدمهم. ولا يُستخدم الحاسوب مباشرة في عملية التدريس. ومن الجدير بالذكر أنه غالبا ما تُستخدام الطريقتان السابقتان جنبا إلى جنب.
  • التعليم بوساطة الحاسوب:  ( (Computer Mediated Education CMEوتشمل هذه الطريقة تُستخدم فيها تطبيقات الحاسوب لتسهيل نقل المعلومات، ومن الأمثلة على ذلك استخدام البريد الإكتروني والاجتماعات الحية عبر الحاسوب واستخدام شبكة الإنترنت.
المطبوعات: تعد المطبوعات أساس التعليم، وتوفر التكنولوجيا الحديثة نماذج متنوعة لطباعة مستلزمات التعليم المفتوح كافة من كتب دراسية وكتيبات إرشاد ودفاتر التمرين والمناهج الدراسية وغيرها.

أفضل أنواع التكنولوجيا للتعليم المفتوح
على الرغم من أن التكنولوجيا تؤدي دورا أساسيا في إيصال التعليم المفتوح، فلا بد أن ينصب تركيز المعلمين على نتيجة التعليم وليس على تكنولوجيا إيصال المعلومات. إن اساس نجاح  التعليم المفتوح هو التركيز على حاجات الطلاب ومحتوى المواد التعليمية والعقبات التى يواجهها المعلم قبل التركيز على اختيار نظام توصيل المعلومات. وهذا ينتج عنه مزيج متنوع من الوسائل التي يمكن استخدام كل منها لخدمة هدف معين. فعلى سبيل المثال:
المادة المطبوعة الجيدة بإمكانها أن تشكل معظم المنهج التعليمي على شكل كتب منهجية أو نصوص للقراءة والبرنامج اليومي. بينما توفر الاجتماعات المسموعة والمرئية التواصل الحي وجها لوجه وتعتبرهذه وسيلة جيدة وغير مكلفة في حال استضافة متحدثين أو خبراء.
كما يمكن استخدام الاجتماعات عبر الحاسوب أو البريد الإلكتروني في إرسال الرسائل أو الواجبات الدراسية أو التعليقات والردود أو غيرها من المتطلبات الصفية إلى واحد أو أكثر من الطلاب.ويمكن استخدامها أيضا في زيادة التفاعل بين الطلاب. أما أشرطة الفيديو المسجلة مسبقا فيمكن استخدامها في تقديم المحاضرات، أو في شرح المواد التي تتطب توضيحا من خلال وسيلة مرئية. وأما اجهزة الفاكس فمن شأنها إيصال الوظائف اليومية، و الإعلانات المستعجلة، وواجبات الطلاب والردود.
ومن خلال استعمال هذا المنهج المتنوع يطالب المعلم باختيار الوسيلة المناسبة من هذه الأدوات التكنولوجية. فالهدف هو بناء خليط من الوسائل التعليمية الفعالة وذات التكلفة المعقولة لتلبية حاجات الطالب.
ولعل من أكبر التحديات التي تواجه توسيع برامج التعليم المفتوح حالياً هو عدم ارتياح أعضاء الهيئات التدريسية لكليات المجتمع لفكرة التعليم المفتوح وترددهم في استخدام التكنولوجيا المرافقة له، حيث يظهرون قلقا من تأثير التكنولوجيا على دورهم كأعضاء في الهيئات التدريسية. وتقوم اتحادات الهيئات التدريسية بمناقشة قضايا مثل حقوق الملكية الفكرية والتعويض المنصف ( أخذ مبالغ اضافية عن كل برنامج تعليمي يُتلفز) والانحدار في النوعية نتيجة للمناهج التدريسية المعلبة، وضرورة الإبقاء على التواصل الإنساني (مانيجان 1995).
المصدرhttp://www.qou.edu/arabic/magazine/openEdu/issued2_3/research9.htm

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

قرآن كريم